وصيّة المهلّب إلى ولده حين حضرته الوفاة

قال:

- «عليكم بتقوى الله، وصلة الرحم. اجمعوا أمركم ولا تختلفوا. تبارّوا لتجتمع أموركم. إنّ بنى الأمّ يختلفون وكيف ببني العلّات [1] . وعليكم بالطاعة والجماعة، ولتكن أفعالكم أفضل من أقوالكم، فإنّى أحبّ الرجل أن يكون لعمله فضل على لسانه. واتّقوا الجواب [2] وزلّة اللسان، فإنّ الرجل تزلّ قدمه فينتعش من زلّته، ويزلّ لسانه فيهلك. وآثروا الجود على البخل [429] وأحبّوا العرب، واصطنعوا العرف. فإنّ الرجل تعده العدة فيموت دونك، فكيف الصنيعة عنده! عليكم فى الحرب بالأناة والمكيدة، فإنّها أنفع من الشجاعة، وإذا كان [اللقاء] [3] ، ونزل القضاء. فإن أخذ رجل بالحزم وظهر على العدوّ، قيل: [أتى] الأمر [4] من وجهه ثمّ ظفر. وإن لم يظفر بعد الأناة، قيل: ما فرّط ولا ضيّع، ولكنّ القضاء غالب.

وعليكم بقراءة القرآن وتعلّم السنن وآداب الصالحين. وإيّاكم والخفّة وكثرة الكلام فى مجالسكم. اعرفوا حقّ من يغشاكم، فكفى بغدوّ الرجل ورواحه إليكم تذكرة له. وقد استخلفت عليكم يزيد.» فقال المفضّل:

- «لو لم تقدّم يزيد لقدّمناه.» ومات المهلّب وصلّى عليه حبيب، ثمّ سار بالجند إلى مرو. فكتب يزيد إلى

طور بواسطة نورين ميديا © 2015