فقال أبو موسى: «أراكم أثبت الناس رأيا، فيكم بقية [1] المسلمين.» فانصرف المغيرة، ولم يسأله عن غير ذلك. فلقى الذين قال لهم ما قال، من ذوى الرأى من قريش، فقال:
- «لا يجتمع هذان أبدا على أمر واحد.» فلما اجتمع الحكمان وتكلّما [20] قال عمرو بن العاص:
- «يا با موسى [2] ، أرأيت أول ما تقضى به من الحقّ أن تقضى لأهل الوفاء بوفائهم، وعلى أهل الغدر بغدرهم.» قال أبو موسى: «وما ذاك؟» قال عمرو: «ألست تعلم أنّ معاوية وفي، وقدم للموعد الذي واعدناه؟» قال: «نعم.» قال: «أكتبها.» فكتبها أبو موسى.
قال عمرو:
- «يا با موسى، أنت على أن تسمّى رجلا يلي أمر هذه الأمة، فسمّ لى، فإنّى أقدر أن أتابعك، منك، على أن تتابعني. [3] » قال أبو موسى:
- «أسمّى لك عبد الله بن عمر.» وكان ابن عمر في من اعتزله.