فأثاروا ذلك وحصّلوه، ثم سملوه فمات ودفن، ونبشه أهل البلد من بعد وأحرقوه لسوء معاملته لهم وما قدّمه من القبيح إليهم.
وحدّثنى أبو الحسن ابن الخشاب عن ابى الحيرى بحديث استطرفته فأوردته قال:
أراد أن يقتل الحسن بن المسيب بسمّ يطعمه إياه ويهرب الى الشام. فسأله أن يحضر فى دعوته فحضر فقدّم إليه بطّيخا مسموما. فقال له الحسن:
- «تقدم يا با عبد الله وكل.» فأظهر له الصوم وقال لأبى الفتح ابنه:
- «اجلس وكل مع الأمير.» فجلس وأكل ومات وتراخت مدّة الحسن فعاش قليلا ومات.
وتجدّدت بين أبى الحسن ابن أبى الوزير وأبى القسم بن مسرة وحشة فوقع فيه أبو الحسن عند مرح بن المسيب وكثر عنه حاله وماله وأغراه بنكبته ومصادرته فقبض عليه وقرر أمره على جملة أخذها منه وخاف عاقبة ما عامله به فقال لمرح:
- «هذا شاعر وقد أسأت إليه وإن أفلت من يدك هجاك ومزّق عرضك.» فقتله وشقّ بطنه وملاه حصى ورمى به فى دجلة. فاتفق أن وجدته امرأة كانت تغسل على الشاطئ فأخرج ودفن بالموصل.
وفى ليلة يوم الاثنين الثالث من ذى القعدة انقضّ [107] كوكب فى برج الحمل والطالع آخر الثور أضاء كضوء القمر ليلة التمام ومضى الضياء وبقي