فى أمره شيء تنفّس وخرج من استتاره وعاد إلى أمره وجمع إليه من كان تفرّق عنه من رجاله وقوى أمره.
وفى هذه السنة أحس علىّ بن بويه عماد الدولة بالموت لمخالفة العلل إيّاه وخاف لبعد أخيه عنه وكثرة من فى جملته من كبار الديلم أن يطمع فى مملكته بعده فاستدعى فنّاخسره بن ركن الدولة من أبيه ليرشّحه للأمر بعده ويأنس به القوّاد والجيش ففعل ذلك.
وسار فناخسره بن ركن الدولة إلى شيراز وضم إليه أبوه حاشيته الثقات ولمّا قرب من شيراز تلقّاه عماد الدولة فى جميع عسكره [1] وأجلسه فى داره على السرير وأمر الناس بالسلام عليه ووقف بحضرته لئلا يمتنع أحد فكان يوما عظيما مشهودا، ثمّ عهد إليه بعد ذلك ومات.
كان عماد الدولة يتهم جماعة من أكابر قوّاده ويعرفهم بطلب الرياسة لأنفسهم. وكانوا يرون أنفسهم أكرم منه منصبا وأحق بالولاية فنظّف عسكره منهم وقبض على جماعة.
فكان ممن قبض عليه شيرنجين بن جليس فخوطب فيه وتشفّع فيه [164] وجوه حاشيته وثقات أصحابه فقال لهم:
- «إنّى أحدّثكم عنه بحديث فإن رأيتم بعد استماعه أن أطلقه فعلت.»