إنّما دخلوا معه وعندهم أنّه على طاعتهم وأنهم إن رأوا راية من راياته قد أقبلت إليهم انحازوا إليها وصاروا بأجمعهم عليه. فلمّا وقف اللشكرى على هذه الكتب طواها وستر خبرها.
وورد عليه [8] انفصال ديسم عن الرىّ فى عسكر وشمكير مع حاجبه الشابشتى [1] فركب إلى الصحراء وجمع قوّاده وعرّفهم إقبال العسكر إليه وأنه يتخوّف أن يشتغل بحرب الجيل والديلم فيأتيه ديسم من ورائه ويجرى الأمر كما جرى فى وقعة أردبيل وأنّه قد عزم أن يرحل بهم إلى بلاد الأرمن فيغزوهم ويستبيح أموالهم ويبعد عنهم إلى الموصل وديار ربيعة فإنها بلاد كثيرة الغلّات والأموال واسعة والرجال بها قليل. فساعدوه على ذلك ورحل بهم إلى أرمينية وأهلها غارّون. فنهبهم واستباح أموالهم ومواشيهم وسبى خلقا كثيرا وانتهى إلى زوزان وفى يده وأيدى قوّاده من المواشي التي غنموها شيء كثير لا ينضبط ولا يعرفون مبلغها وقد وكّلوا بها الرعاة فكانوا يخرجونها إلى مسارحها بكرة ويردّونها عشية إلى معسكرهم.
وكان بالقرب من زوزان قلعة للأرمن فيها عظيم من عظمائهم يقال له:
أطوم بن جرجين وهو قريب لابن الديراني ملك الأرمن. فسأل اللشكرى بمراسلة لطيفة أن يكفّ عن الأرمن فإنّهم معاهدون يؤدون الأتاوة وأطمعه فى مال يحمل إليه صلحا فأجابه إلى ما طلبه.
كان هذا الأرمنىّ عرف سرعة ركاب اللشكرى وخفّته وأنه يقدم بلا روية