وأنّه قد تمكّن من أذربيجان وطابقه [1] ابن دلوله اصفهبذ موقان وأنّ بلاد الجيل قريبة منه والاستمداد سهل عليه وأنّه لا يلبث أن يقصد الرىّ وينازعه إيّاها ويلتمس منه عسكرا من الجيل والديلم ليكون بإزاء اللشكرى وأصحابه، وواقفه [2] أن يجمع إليه من الأكراد وغيرهم عشرة آلاف رجل فرسانا وأن يقوم بنفقة العسكر يوم دخوله الخونج [3] وهو أوّل حدود أذربيجان من ناحية الرىّ وأن يقيم الخطبة على منابر أذربيجان [7] كلّها ويحمل إليه فى كلّ سنة مائة ألف دينار خالصة ويردّ إليه العسكر الذي يجرّد معه بعد فراغه من أمر اللشكرى. فلمّا سمع وشمكير ذلك أهمّه هذا الخطب واستجاب ديسم إلى كلّ ما يلتمسه وأخذ كلّ واحد منهما على صاحبه العهد والميثاق بالوفاء وابتدأ بتجريد العسكر.
فإلى أن يتكامل ذلك ورد الخبر بوفاة ابن داولة الاصفهبذ وخلق كثير من أصحابه بعلّة الجدري وأقام بقية أصحابه مع اللشكرى فأنفذ اللشكرى بقائد كبير من أصحابه يقال له: بلسوار بن ملك بن مسافر وهو ابن أخى محمّد بن مسافر اللشكرى إلى نواحي الميانج [4]- وهي تجرى مجرى الثغر- بينه وبين وشمكير وأمره أن يحفظ الطرق ويتتبّع المجتازين ويفتشهم ويقرأ كتبهم تحرّزا واستظهارا. فلم يلبث بلسوار أن ظفر بفيج معه كتب من قوّاد عسكر اللشكرى إلى وشمكير بالاعتذار إليه من دخولهم فى طاعة اللشكرى وإنّهم