وفيها وجّه هارون بن خمارويه بن أحمد ومن معه رسلا إلى المعتضد، يلتمسون مقاطعتهم على ما فى أيديهم من مصر والشام، ويسألونه إجراء هارون على ما كان يجرى عليه أمر أبيه. [1] فردّ المعتضد رسله مع رسول له بمشافهات وشروط.
وفيها وجّه محمّد بن أبى الساج ابنه المعروف بأبى المسافر إلى بغداد رهينة، بما ضمن له من الطاعة والمناصحة. فقدم فى المحرّم منها ومعه هدايا والمعتضد غائب. [8] وكان المعتضد فى السنة المتقدمة قد حمل إليه الخلع وكتب الولاية على ما كان تغلّب عليه من بلاد أذربيجان.
وفيها وصل المعتضد إلى آمد، فأناخ بجنده عليها وأغلق محمّد بن أحمد بن شيخ أبواب مدينة آمد وعلى من فيها من أشياعه. ففرّق المعتضد جيوشه حولها وحاصرهم وذلك لأيّام بقيت من شهر ربيع الأوّل.
ثمّ جرت بينهم حروب، ونصب أهل آمد على سورهم المجانيق، ونصب المعتضد عليها المجانيق وتراموا بها.