فقتلوا منهم وهزموا ملكهم حتّى وصلوا إلى قسطنطينية وألجئوا الروم إليها، ثمّ وجّه ملك الروم إلى ملك الصقالبة:
- «إنّ ديننا ودينك واحد فعلام نقتل الناس بيننا؟» فأجابه ملك الصقالبة:
- «إنّ هذا ملك آبائي ولست منصرفا عنك إلّا بغلبة أحدنا الآخر.» فلمّا لم يجد ملك الروم مخلصا عنه جمع من عنده من المسلمين، وسألهم معونته على الصقالبة، فأجابوه إليه، فأعطاهم السلاح فهزموا الصقالبة. فلمّا رأى ملك الروم ذلك خافهم على نفسه. فبعث إليهم فردّهم وأخذ منهم السلاح وفرّقهم فى البلدان فرقا من أن يجنوا عليه.
وورد الخبر من مصر أنّ الجند وثبوا على جيش ابن خمارويه وقالوا:
- «لا نرضى بك أميرا علينا فتنحّ عنّا حتّى نولّى عمّك.» فكلّمهم [576] كاتبه علىّ بن أحمد الماذرائى [1] وسألهم أن ينصرفوا يومهم ذلك فانصرفوا، وعادوا من غد، فعدا جيش على عمّه الذي ذكروا أنّهم يؤمّرونه، فضرب عنقه وعنق عمّ له آخر ورمى برؤوسهما إليهم. فهجم الجند على جيش ابن خمارويه، فقتلوه وقتلوا أمّه وانتهبوا داره وانتهبوا مصر وأحرقوها، ثمّ أقعدوا هارون بن خمارويه مكان أخيه.
وفيها ورد كتاب بدر وعبيد الله بن سليمان وكانا بالجبل قرئ فى مسجد الجامع ببغداد: «انّ عمر بن عبد العزيز بن أبى دلف صار إليهما فى الأمان منقادا لأمير المؤمنين بالطاعة، وانّ عبيد الله بن سليمان تلقّاه وخلع عليه