وحمل معه مالا [570] وعبر إلى الجانب الغربىّ من دجلة وقدّر اللحاق بالأعراب لمّا حيل بينه وبين أكراده فى الجانب الشرقي، وعبر فى إثره نفر يسير من الجند فاقتصّوا اثره حتّى أشرفوا على دير كان نزله. فلمّا بصر بهم خرج هاربا ومعه كاتبه وألقيا أنفسهما فى زورق وخلّفا المال فى الدير فحمل إلى المعتضد وانحدر أصحاب السلطان فى طلبه على الظهر وفى الماء.

فلحقوه فخرج من الزورق حاسرا [1] إلى ضيعة له فى شرقىّ دجلة فركب دابّة لوكيله وسار ليله أجمع حتّى وافى مضرب إسحاق بن أيّوب فى عسكر المعتضد مستجيرا به.

فأحضره إسحاق مضرب المعتضد فأمر بالاحتفاظ [به] وبثّ الخيل فى طلب أصحابه وظفر بكاتبه وكثير من قراباته وغلمانه وتتابع رؤساء الأكراد وغيرهم فى الدخول فى الأمان.

نقل بنت خمارويه إلى المعتضد

وفيها نقلت بنت خمارويه بن أحمد إلى المعتضد ونودى فى جانبي بغداد ألّا يعبر أحد دجلة وغلقت الأبواب التي تلى الشطّ ومدّ على الشوارع النافذة إلى دجلة الشرائج ووكّل بحافتى دجلة من يمنع الناس من أن يظهروا فى دورهم على الشطّ.

فلمّا صليت العتمة وافت شذاة من دار المعتضد وفيها خدم معهم الشموع فوقفوا [571] بإزاء دار صاعد، وكانت أعدّت أربع حرّاقات شدّت مع دار صاعد. فلمّا جاءت الشذاة حدرت الحرّاقات وصارت الشذاة بين أيديهم.

وأقامت الحرّة فى يوم الإثنين فى دار المعتضد وجليت عليه [2] يوم الثلاثاء.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015