إلى محمد بن عزّون فغمز بهما إلى بايكباك رجل، وقيل: بل كان ابن عزّون هو الذي دسّ إلى الأتراك من دلّهم عليها فقتلوهما. وبلغ ذلك المعتزّ من فعل ابن عزّون، فهمّ بقتله. ثمّ كلّم فيه فنفاه إلى بغداد ثمّ خاف فخرج إلى ضيعة له بالكوفة لها حصن. فوافاه فيها الأعراب فقتلوه.
وذكر أنّ أرزاق الأتراك والمغاربة والشاكرية قدّرت فى هذه السنة، فكان مبلغ [418] ما يحتاجون إليه فى السنة مائتي ألف ألف دينار وذلك خراج المملكة لسنتين.
وفيها عقد المعتزّ فى اليوم الرابع من رجب لموسى بن بغا الكبير على الجبل لحرب عبد العزيز بن أبى دلف، ومع موسى يومئذ من الأتراك ومن يجرى مجراهم ألفان وأربعمائة وثلاثة وثلاثون رجلا، منهم مع مفلح ألف ومائة وثلاثون رجلا. فأوقع مفلح- وهو على مقدّمة موسى بن بغا- بعبد العزيز بن أبى دلف لثمان بقين من رجب من هذه السنة، وعبد العزيز فى زهاء عشرين ألفا. وكانت الوقعة بينهما خارج همذان، فهزمه مفلح ثلاث فراسخ يقتلون ويأسرون. ثمّ رجع مفلح موفورا بمن معه وكتب بالفتح.
فلمّا كان فى شهر رمضان عبّأ مفلح خيله وتوجّه نحو الكرج [1] ، ووجّه عبد العزيز عسكرا فى أربعة آلاف. وكمن مفلح كمينين، فقاتلهم مفلح وخرج الكمينان فانهزم أصحاب عبد العزيز ووضع فيهم السيف. وأقبل عبد العزيز