- «هذا رأس المخلوع.» فقال: «ضعوه هناك.» ثمّ فرغ من لعبه فدعا به فنظر إليه ثمّ أمر بدفنه وأمر لسعيد بخمسة آلاف درهم وولّاه معونة البصرة.
كانت الأتراك وثبت على عيسى بن فرّخانشاه فتناولوه بالضرب وأخذوا دوابّه. فاجتمعت المغاربة وتكلّمت ورئيسهم محمد بن راشد ونصر بن سعيد.
فقالوا:
- «فى كلّ يوم تقتلون خليفة وتخلعون خليفة وتقتلون وزيرا وتثبون بآخر.» [1] [417] فغلبوا الأتراك على الجوسق وأخرجوهم منه. ثمّ وثبوا على بيت المال، وأخذوا دوابّ للأتراك وأرسلوا إلى من بالكرخ والدور منهم. فالتقوا مع المغاربة وتقاتلوا، فقتل من المغاربة رجل واحد وأخذت المغاربة قاتله وأعانت العامّة المغاربة. فأصلح جعفر بن عبد الواحد بين الفريقين فاصطلحوا على أن يكون فى كلّ موضع يكون فيه واحد من قبل أحد الفريقين يكون معه آخر من الفريق الآخر. فمكثوا على ذلك مدة مديدة [2] ثمّ اجتمع الأتراك إلى بايكباك فقالوا:
- «نطلب هذين الرأسين، فإن ظفرنا بهما فليس ينطق أحد.» يعنون محمد بن راشد ونصر بن سعيد. فبلغ أمر الأتراك هذين، فصارا