بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله واهب العقل
وقد ذكرنا قبل هلاك [1] ابن علىّ بن عيسى: ولمّا قتل ابنه، خرج من بلخ حتّى أتى مرو، مخافة أن يصير إليها رافع بن الليث فيستولى عليها. وكان ابنه عيسى دفن فى بستان داره ببلخ مالا عظيما قيل: إنّه كان ثلاثين ألف ألف درهم، ولم يعلم بها علىّ بن عيسى ولا اطّلع على ذلك إلّا جارية كانت له.
فلمّا شخص علىّ عن بلخ أطلعت الجارية على ذلك بعض الخدم، وتحدّث به الناس، فاجتمع قراء أهل بلخ ووجوهها فدخلوا البستان وانتهبوه وأباحوه للعامّة [2] وبلغ الرشيد الخبر فقال:
- «خرج علىّ عن بلخ عن غير أمرى وخلّف مثل هذا المال وهو يزعم أنّه قد أفضى إلىّ حلى نساءه فيما أنفق على محاربة رافع.» فعزله عند ذلك وولّى هرثمة بن أعين واستصفى أموال علىّ بن عيسى، فبلغت ثمانين ألف ألف. ووردت خزائنه [2] التي أخذت على الرشيد، فكانت على ألف وخمسمائة بعير.