فشخص. فلمّا بلغ دورين لقيه عمر بن هبيرة الفزارىّ على خمس من دوابّ البريد. فدخل عليه ابن هبيرة مسلّما، فقال:
- «إلى أين يا ابن هبيرة؟» قال:
- «وجّهنى أمير المؤمنين فى حيازة أموال بنى المهلّب.» فلمّا خرج من عنده أرسل إلى عبد العزيز، فجاءه. فقال:
- «هذا ابن هبيرة قد لقينا كما ترى.» قال:
- «قد كنت أنبأتك.» قال:
- «فإنّه إنّما وجّه لحيازة أموال بنى المهلّب.» قال:
- «هذا أعجب من الأوّل: يصرف عن الجزيرة ويوجّه فى حيازة أموال بنى المهلّب.» قال: فلم يلبث أن جاءه عزل ابن هبيرة عمّاله والغلظة عليهم. فقال الفرزدق:
[590]
راحت بمسلمة الركاب مودّعا ... فارعى فزارة لا هناك المرتع
ولقد علمت لئن فزارة أمّرت ... أن سوف تطمع فى الإمارة أشجع
وفى هذه السنة غزا عمر بن هبيرة الروم. فسبى سبعمائة أسير وفيها [1] أيضا وجّه ميسرة رسله من العراق إلى خراسان، فظهر أمر الدعاة فيها.
وكان سعيد خدينة يومئذ بخراسان، فأتاه آت فقال:
- «إنّ ها هنا قوما يدعون إلى إمام لهم وقد ظهر منهم كلام قبيح.» فبعث سعيد