ثم خلا بسعيد فقال:
- «إنّ هذا العبد أعدى الناس للعرب. قد عصى أمرك، وهو الذي أفسد خراسان على قتيبة وهو واثب بل مفسد عليك خراسان، ثمّ يتحصّن فى بعض هذه القلاع.» قال:
- «يا سورة! لا تسمعنّ.»
ثم مكث أيّاما وقد ثقل سعيد على الناس وضعّفوه، فلم يأمن حيّان. فأمر سعيد بذهب فسحل [1] وألقى فى طعام وناوله حيّان. فلمّا علم أنّه قد حصل فى جوفه ركب وركب معه الناس وفيهم حيّان. فركض أربعة فراسخ فنزل حيّان وعاش أربعة أيّام ومات فى الرابع.
وفى هذه السنة عزل مسلمة بن عبد الملك عن العراق وخراسان وانصرف إلى الشام.
كان سبب ذلك أنّ مسلمة لمّا ولى أرض العراق وخراسان لم يرفع من الخراج شيئا، وكان يزيد بن عبد الملك يريد عزله فيستحييه، فيكتب بتشوّقه. فشاور مسلمة عبد العزيز بن حاتم بن النعمان فى الشخوص إلى يزيد ليزوره [2] فقال له:
- «أمن تشوّق بك إليه؟ إنّك لطروب.» قال:
- «إنّه لا بدّ من ذاك.» قال:
- «إذا لا تخرج من عملك حتّى تلقى الوالي عليه.»