وَمِنْهُم أَبُو مَنْصُور بن حمشاد النَّيْسَابُورِي رَحمَه اللَّه

كتب إليّ الْأُسْتَاذ أَبُو نصر بن الْأُسْتَاذ أبي الْقسم الْقشيرِي يُخْبِرنِي قَالَ أَنا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْحَافِظ أَنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظ قَالَ مُحَمَّد بن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حمشاد أَبُو مَنْصُور الأديب الزَّاهِد من الْعباد الْعلمَاء الْمُجْتَهدين درس الْأَدَب على أَبِي عمر الزردي وَأبي حَامِد الخارزنجي وَأبي عمر الزَّاهِد وأقرانهم وَالْفِقْه بخراسان على أَبِي الْوَلِيد وبالعراق على أَبِي عَليّ بن أَبِي هُرَيْرَة وَالْكَلَام على أَبِي سهل الخليطي والمعاني على أَبِي بكر بن عَبْدُوس ونظرائه وَسمع بخراسان أَبَا حَامِد بن بِلَال الْبَزَّاز وَأَبا بكر مُحَمَّد بن الْحُسَيْنِ الْقطَّان وأقرانهما وبالعراق على الصفار وَأَبا جَعْفَر الرزاز وأقرانهما وبالحجاز أَبَا سعيد بن الْأَعرَابِي وأقرانه وَدخل الْيمن فَأدْرك بهَا الْأَسَانِيد الْعَالِيَة وَكَانَ من الْمُجْتَهدين فِي الْعِبَادَة الزاهدين فِي الدُّنْيَا تجنب مُخَالطَة السلاطين وأولياءهم إِلَى أَن خرج من دَار الدُّنْيَا وَهُوَ ملازم لمسجده ومدرسته قد اقْتصر من بَقِيَّة أوقاف لسلفه عَلَيْهِ على قوت يَوْم بِيَوْم تخرج بِهِ جمَاعَة من الْعلمَاء الواعظين وَظهر لَهُ من مصنافته أَكثر من ثلاثماية كتاب مُصَنف وَقد ظهر لنَا فِي غير شَيْء أَنه كَانَ مجاب الدعْوَة توفّي رَحمَه اللَّه وَقت الصُّبْح يَوْم الْجُمُعَة الرَّابِع وَالْعِشْرين من رَجَب سنة ثَمَان وثلاثمائة وسمعته فِي مَرضه الَّذِي مَاتَ فِيهِ يذكر مولده سنة عشرَة وثلاثماية فَمَاتَ وَهُوَ ابْن اثْنَتَيْنِ وَسبعين سنة

طور بواسطة نورين ميديا © 2015