ومعنا أبو عبيدة بن الجراح رضي الله عنه، فأتوا على مخاضة وعمر على ناقة، فنزل عنها وخلع خفيه فوضعهما على عاتقه، وأخذ بزمام ناقته فخاض بها المخاضة، فقال أبو عبيدة: "يا أمير المؤمنين أأنت تفعل هذا؟! تخلع خفيك وتضعهما على عاتقك، وتأخذ بزمام ناقتك، وتخوض بها المخاضة؟ ما يسرني أن أهل البلد استشرفوك "، فقال عمر: " أَوَّه لو يقل ذا غيُرك أبا عبيدة جعلته نكالًا لأمة محمد - صلى الله عليه وسلم -!،
إنا كنا أذلَّ قوم فَأعزَّنا الله بالِإسلام، فمهما نطلب العِزَّ بغير ما أعزنا الله به؛ أذلنا الله ".
وفي رواية: (يا أمير المؤمنين، تلقاك الجنوِد وبطارقة الشام وأنت على حالك هذه، فقال عمر: إنا قوم أعزنا الله بالإسلام؛ فلن نبتغي العز بغيره) (?).
ْودخل أعرابي رَثُّ الهيئة بالي العباءة على أحد الخلفاء، فاقتحمته عينهُ، فعرف الأعرابي ذلك في وجهه، فقال: " يا أمير المؤمنين؟ إن العباءة لا تكلمك، ولكن يكلمك مَن فيها، فأدناه، فإذا به مِدْرَهُ (?) فصاحة في القول وبلاغة، فجعله من خاصته ".
وقال الشافعي رحمه الله:
عَلَيَّ ثيابٌ لو يُباعُ جميعُها ... بفِلْسٍ لكان الفِلْسُ منهن أكثرا
وفيهن نفسٌ لو تُقاسُ بمثلها ... نفوسُ الورى (?) كانت أَعَزَّ وأكبرا
وما ضرَّ نَصْلَ السيفِ إِخْلاقُ غِمْدِه (?) ... إذا كان عَضْبًا (?) حيث وجَّهْتَهُ فَرَى (?)