- الفتوحات الإسلامية:

بعد أن انتهت حروب الردة، وتوحدت كلمة المسلمين، وأصبحت لهم قاعدة صلبة في جزيرة العرب كلها، تحركت قيادة الأمة بزعامة الصديق - رضي الله عنه - لتحقيق وعد الله بنصر دينه، وإقامة شرعه، ودعوة الناس لعبادة الله، وتحقيق عبوديته الشاملة في كل نواحي الحياة والممات، وكان لابد من تحرك المسلمين لإزالة كل العقبات التي تقف في وجه أداء هذه الأمانة للناس أجمعين، حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله، وبذلك تتحقق سيادة شرع الله الحكيم على بني البشر، ويصبح الجميع يدينون بحاكمية الله سبحانه وتعالى المطلقة المتمثلة في خضوع الجميع لأحكام الله ورسوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -.

لقد كان المسلمون بقيادة الصديق - رضي الله عنه - على يقين بما أخبر الله ورسوله من النصر والتمكين، وهذا اليقين من أخلاق النصر في جيل الصحابة -رضي الله عنهم - انطلاقا من قوله سبحانه: {يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ - هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ} [الصف: 8، 9] وقال تعالى: {إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الأشْهَادُ} [غافر: 51].

لقد كان التحرك نحو العراق والشام من أجل نشر دين الله تعالى مرحلة طبيعية بعد انتهاء حروب الردة، فشرع الصديق - رضي الله عنه - في إرسال الجيوش إلى العراق بقيادة خالد وأزاحت الطواغيت من على رقاب الناس، واستجاب العباد لدين الفطرة ودخلوا فيه أفواجا، ووجه جيوشه نحو الشام وواصل الخلفاء الراشدون من بعده المسيرة التي ساهمت في إدخال أمم وشعوب في دين الله تعالى.

3 - إسعاد الناس بنور الإسلام وعدله ورحمته:

إن الجهاد في سبيل الله يحقق الرحمة للبشرية في الأرض، ويدفع الظلم والاعتداء، ويسعد الناس بهذا الدين الذي هو نور، ويخرجهم من ظلمات الكفر

طور بواسطة نورين ميديا © 2015