تحت راية الإسلام ثم الانطلاق إلى الأقطار المجاورة، لإزالة حكومات الظلم والطغيان، وتأمين الحرية لخلق الله كي يدخلوا في دين الله، ويعبدوه وحده من دون سواه (?).

5 - تمكين الله للمؤمنين الصادقين بعدما ضحوا بالغالي والنفيس وحققوا شروط التمكين وأخذوا بأسبابه, ولا ننسى تلك الصورة الرائعة وهي وقوف بلال فوق الكعبة مؤذنًا للصلاة بعد أن عذب في بطحاء مكة وهو يردد: أحد أحد في أغلاله وحديده ويجروه الصبيان, ها هو اليوم قد صعد فوق الكعبة ويرفع صوته الجميل بالأذان وهو في نشوة الإيمان، لقد قام النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بتبليغ الأمانة، وأداء الرسالة ولحق بالرفيق الأعلى فجزاه الله عنا وعن الإسلام خير الجزاء، وجاء الخلفاء الراشدون رضوان الله عليهم، فتسلموا الراية، وساروا والمسلمون معهم على درب نبيهم - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ما غيروا وما بدلوا، بل ثبتوا على دينهم واندفعوا في مشارق الأرض ومغاربها يبلغون دعوة الله إلى البشرية, فهدى الله بهم من شاء من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد، ومن ضيق الدنيا إلى سعتها، ومن ظلم الأديان إلى عدل الإسلام.

وكانت فترة الخلافة الراشدة التي ما تجاوزت ثلاثين عاما قصيرة في عمر الزمن ولكنها في ميزان القيم أقل من عمر إمبراطورية ظلت قائمة في الأرض عشرة قرون، فقد كانت تلك السنوات القصيرة أعلى قمم صعدتها البشرية في تاريخها كله (?).

وكان التمكين في هذه المرحلة في ذروتها التي لم تصل إليها الأمة في أي وقت آخر، كما كان شاملا، فكان يشمل تمكين الدين والعشائر، وكان يشمل تمكين الدنيا، والسيادة الإسلامية برا وبحرا، وسياسيا، واقتصاديا، وعلميا.

ولقد سعدت الأمة الإسلامية ردحًا كبيرًا من الزمان وفتح الله عليها بركات

السماء والأرض.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015