أليست هي بعينها كلمة كل طاغية مفسد عن كل داعية مصلح، أليست هي بعينها كلمة الباطل الكالح في وجه الحق الجميل، أليست هي بعينها كلمة الخداع الخبيث لإثارة الخواطر في وجه الإيمان الهادي؟ إنه منطق واحد يتكرر كلما التقى الحق والباطل والإيمان والكفر والصلاح والطغيان على توالي الزمان واختلاف المكان، والقصة قديمة مكررة تعرض بين
الحين والحين (?).
5 - كشف خطط الطغاة في جعل الناس شيعا وأحزابا:
ودعوة الناس للاجتماع على كتاب الله وسنة رسوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، قال تعالى: {إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلاَ فِي الأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِّنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ} [القصص: 4].
هذه أهم الأسس التي تقوم عليها عروض الطغاة في الأرض، وأي أساس منها فقد كان جديرا بتحطيم تلك العروش ولاسيما الأول منها والثاني (?).
ولذلك يهتم الدعاة إلى الله في كل مراحل دعوتهم بتوجيه السهام إلى تلك الأسس وخصوصا في مرحلة المغالبة حيث تنشط كتائب المجاهدين بتوجيه الضربات المسددة إلى تلك الأسس الطاغوتية, وبعد تدميرها يصل الدعاة بإذن الله تعالى بدعوتهم إلى مرحلة التمكين.
إن هذه المرحلة المهمة من مراحل الدعوة يكون أفراد الجماعة الإسلامية العاملة يسعون بكل إخلاص وصدق على تنفيذ مخططات دعوتهم وتحقيق أهدافهم، والدعوة في هذا الطور جهاد وعمل متواصل في سبيل الوصول إلى الغاية، وامتحان وابتلاء لا يصبر عليهما إلا الصادقون، ولابد أن نهتم بالفرد اهتمامنا بالجماعة ونهتم بالقاعدة اهتمامنا بالقيادة حرصا على بناء الصفوف بناء إسلاميا صحيحا، إن مراحل الدعوة التي تسبق مرحلة التمكين متداخلة فيما بينها