إن سهام الدعاة موجهة إلى أسس تقوم عليها عروش الطغاة, ومن أهم هذه الأسس التي تسعى الدعوة إلى نزعها:

1 - نزع مقاليد الحكم من أيديهم:

حتى تقف رغباتهم وأهواؤهم التي يمضونها بواسطة القوة والسلاح ويعذبون الناس، بل يقتلونهم من أجل أهوائهم، وكفرهم كما فعل فرعون مع السحرة, قال تعالى: {فَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سُجَّدًا قَالُوا آمَنَّا بِرَبِّ هَارُونَ وَمُوسَى - قَالَ آمَنْتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آَذَنَ لَكُمْ إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ الَّذِي عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ فَلأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُم مِّنْ خِلاَفٍ وَلأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ وَلَتَعْلَمُنَّ أَيُّنَا أَشَدُّ عَذَابًا وَأَبْقَى} [طه: 70، 71].

فلو لم تكن مقاليد الحكم بيد فرعون ما كان ليقدم على هذا الفعل الشنيع, وهكذا كل الفراعنة لولا أن القوة بأيديهم ما استطاعوا أن يفرضوا باطلهم ويمنعوا الناس

من الحق.

2 - تحرير الناس من عبودية المناهج الكفرية وعبادة الحكام:

الذين يضعون مناهج عقدية وسياسية واجتماعية واقتصادية وعسكرية لتحقيق هدف واحد لهم، وهو إخضاع الناس عن طريق الترغيب والإغراء وعن طريق الترهيب والإيذاء، ويستعين الحكام في تحقق هذه الأهداف الخبيثة بأصحاب النفوس المريضة الذين يبجلون الحكام ويسعون لمرضاتهم من أجل مال زائل وجاه خادع وحظوة مذمومة, ويحرص الحكام على هذه الطبقة الذليلة فيقدمون لهم ما يريدون من جاه ومال وسلطة قال ابن تيمية - رحمه الله -: (وكذلك طالب الرئاسة والعلو في الأرض قلبه رقيق لمن يعينه عليها ولو كان في الظاهر مقدمهم والمطاع فيهم، فهو في الحقيقة يرجوهم ويخافهم فيبذل لهم الأموال والولايات ويعفو عنهم ليطيعوه ويعينوه، فهو في الظاهر رئيس مطاع وفي الحقيقة عبد مطيع لهم، والتحقيق أن كليهما فيه عبودية للآخر، وكلاهما تارك لحقيقة عبادة الله وإذا كان تعاونهما على العلو في الأرض بغير الحق كانا بمنزلة المتعاونين على

طور بواسطة نورين ميديا © 2015