مواجهة المحن والشدائد المتمثلة في التحديات الكبيرة التي يزخر بها العصر, ولتتناوب فئاتها في القيام بفروض الكفاية التي اضطلعت بها، وشرفها الله لتحمل القيام بها من بين المسلمين، فتقوم كل فئة بما تعجز عنه الأخرى فالتعاون والتناصر يجعل الصف الإسلامي أقوى في إمكاناته وقدراته، وأقدر على الاستفادة من الفرص المتنوعة التي تختلف بين مكان وآخر, وزمان وآخر، وأكثر دقة في توزيع المهمات والواجبات وتوظيف الجهود والقدرات نحو
الهدف المنشود (?).
فعلى الجماعة الإسلامية التي تربت على منهج أهل السنة والجماعة أصولاً وفروعًا، عقيدة وأخلاقًا، فكرًا وتصورًا، عبادة ومعاملة، وحرصت أن تتصف بصفات الطائفة المنصورة, وجهزت كوادرها المتنوعة ووصلت إلى مرحلة المغالبة أن تقود هذه المرحلة بكل دقة وإحكام، وتخطيط وإتقان مستعينة بالواحد الديان, وأن تستوعب الجانب العملي الحركي في الإسلام وأن تقود حركة الجهاد الشاملة وفق أحكام الشريعة.
وأن تحسن إنزال أنواع الجهاد في ميادينها لسد الثغرات المتنوعة وأن هذه الأنواع في مجموعها متكاملة، يقود بعضها إلى بعض, وكل واحد مشروع لتحقيق الهدف الأسمى لدعوة الإسلام، وهو تحقيق العبودية الكاملة لله تعالى في: الأفراد والجماعات والمجتمعات، وفي داخل النفس وخارجها (?)، غي أن كلا منها يتعامل مع صنف آخر من الأعداء الذين يصدون عن تحقيق ذلك الهدف، فيزيحه من الطريق أو يحد من فاعليته، والكل يلتقي عند جعل العبودية خالصة لله تعالى، ورفع كلمة الله سبحانه في الأرض، وجعلها هي العليا، بأن تكون هي المرجع الوحيد للبشرية في جميع نشاطاتها, ومن هنا كان لكل نوع من تلك الأنواع أهميته الخاصة وكانت حاجة المؤمنين إلى ممارسة كل منها حاجة ماسة.