على إخوانهم من بلدان شتى ويتعاونوا مع بعضهم في طريق العمل والدعوة والجهاد، فلابد من تعارف وتعاون من يحملون همَّ الدعوة والجهاد من أهل السنة حتى تتوحد الجهود نحو تحقيق الأهداف.
ويأتي دور العلماء الربانيين والقادة المخلصين في تنسيق الجهود وتحقيق معنى الانتساب للطائفة المنصورة المجاهدة، بمعرفة حدود ما أنزل الله على رسوله وتعلم العلم الشرعي المبني على الدليل من الكتاب والسنة في مجال الاعتقاد والأحكام والسلوك، والاستعداد الدائم لتجاوز الأخطاء وتصحيحها، والتخلي عن كل ما ينافي حقيقة هذا الانتساب الشريف، ومن الآراء والأقوال والأخلاق وغيرها، وهذا لا يتم إلا في جو من الفرح والغبطة بالنقد الصحيح، وترك أسلوب التزكية المطلقة للأقوال والأعمال والأشخاص والجماعات، والسعي الدائم لتعديل المناهج والمسالك على وفق الحق الذي تقتضيه شريعة الله, ويدل عليه النص من القرآن والسنة، ووضع المسائل والقضايا في موقعها الصحيح الذي تقتضيه الحكمة (?).
وعلى القيادة الصالحة التي تقود العمل الإسلامي في بلد ما ووصلت إلى مرحلة المغالبة أن تحرص على توثيق التعاون مع القائمين على أمر الدعوة في بلادهم وغيرها من الأقطار الإسلامية, ولابد من تنسيق الجهود، بحيث يكمل بعضها بعضا، ولا تتناقض ولا تتعارض، والتعاون واجب شرعي، لقوله تعالى: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى} [المائدة: 2].
والتعاون ثمرة من ثمار التعارف بين العاملين في الدعوة الإسلامية ممن حرصوا أن يكونوا ضمن كتائب التغيير الإسلامي، وثمرة من توحيد منهج السير المنضبط بالدليل الشرعي من الكتاب والسنة، وبذلك تجتمع القلوب وتزول أسباب الخلاف التي ينفذ منها الشيطان وجنوده من الإنس والجن لزرع الفرقة والشتات بين المسلمين, ويكلل هذا وهذا بالتآزر والتعاون والتناصر، لتجتمع قدرات المسلمين وتتوحد في