هذا الخضم العنيف في الصراع بين الحق والباطل يتسلحون بالصبر الجميل ويتحملون الشدائد والمصاعب من أذى الكافرين والمنافقين والفاسقين والمخالفين عن سمته وطريقه المستقيم، فلا تستطيع القوة الظالمة أن تخرجهم عن منهجهم وهدفهم الذي يسعون إليه، ولهذا وصف الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - هؤلاء القوم بأنهم: «لا يضرهم من كذبهم ولا من خالفهم» (?).
«لا يضرهم من خذلهم» (?).
«ولا يبالون من خالفهم» (?).
وهذه التعبيرات النبوية الكريمة تشير إلى أن هؤلاء العاملين الذين عرفوا أهدافهم وسلكوا طريقهم، فلم ينظروا إلى خلاف المخالفين وعوائق المخذلين، ولا تكذيب الأعداء الحاقدين، وكانوا يواجهون كل المتاعب بصبر وثبات ويقين (?).
هذه أهم الصفات التي جاءت في الأحاديث النبوية لوصف الطائفة المنصورة والتي تسعى لتحقيق شرع الله تعالى, فعلى الجماعات الإسلامية أن تعمل على تربية أتباعها على هذه الصفات الجميلة والتي هي من أسباب النصر والتمكين الرباني.
إن القيادات الإسلامية التي تنهج منهج أهل السنة والجماعة حريصة على صلة بعضها وخصوصا من يصل منهم إلى مرحلة المغالبة حيث لابد أنه يحتاج إلى إخوانه حتى يعينوه على تحقيق أهدافه.
إن تكالب الأعداء من أمم الكفر على أمتنا مزقها وحطم أخلاقها وهتك أعراضها، واستولوا على بلاد المسلمين ونهبوا ثرواتهم وخيراتهم، فهذه المصائب الجسام توجب على أهل السنة, ومن اتصف بصفات الطائفة المنصورة أن يتعارفوا