بالزرع أو غيره من شئون دنياها، وتلهو به عما أخرجت له من الجهاد وحرب أعداء الله بالسلاح، وعملها على إزالة العوائق والعقبات التي تحول دون الجهاد، فإنه إذا وجب عليها القتال والحرب لأعداء الدين، فقد وجب عليها الاستعداد لهذه الحرب بكل وسيلة ممكنة, ووجب عليها السعي لإزالة الموانع الحائلة دون قيامها بالواجب، ما استطاعت إلى ذلك سبيلاً, وبجهود هذه الطائفة ترجع الأمة - عامة - إلى الجهاد، وتخوض الغمرات إلى أعدائها، حتى ينصرها الله، ويعيد لها عزتها ومجدها وكرامتها، إن الجهاد الذي بدأ في عهد الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لا ينتهي حتى آخر الدهر، قبيل قيام الساعة، والطائفة التي أكرمها الله تعالى بحمل الراية جيلا بعد جيل، ورعيلا بعد رعيل، هي الطائفة المنصورة القائمة بأمر الله (?).

د- أنها المجددة للأمة أمر دينها:

إن التجديد لهذا الدين هو الخط المقابل للغربة، والمجددون هم الذين يدافعون غربة الدين، ويدفعونها، ويحيون ما اندرس من الشرائع وهي بذلك تعمل على إحياء الدين، وتجديده، ودفع الغربة عنه وعن أهله, وتتضاعف مسئولياتها وتعظم كلما ازداد الشر والفساد في الأمة، واستفحل وتضاعف، فـ «التجديد إنما يكون بعد الدروس وذاك هو غربة الإسلام» (?).

وكما وعد رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بطائفة منصورة ظاهرة قائمة بأمر الله إلى قيام الساعة، فقد وعد وعدا خاصا مندرجا في هذا الوعد العام، وهو البشارة ببعثة من يجدد لهذه الأمة أمر دينها، فعن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال: «إن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدد لها دينها» (?).

ولفظ (من) في الحديث يطلق على الفرد، وعلى الجماعة، فيحتمل المعنى أن يكون المبعوث فردا، ويحتمل أن يكون جماعة أو طائفة، فإن كان المجدد فردا، فلا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015