كَانَ مِنَ الْقُرُونِ مِن قَبْلِكُمْ أُولُو بَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ عَنِ الْفَسَادِ فِي الأَرْضِ إِلاَّ قَلِيلاً مِّمَّنْ أَنجَيْنَا مِنْهُمْ وَاتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا مَا أُتْرِفُوا فِيهِ وَكَانُوا مُجْرِمِينَ} [هود: 116].

جـ- أنها تقوم بواجب الجهاد والقتال في سبيل الله:

وقد جاءت الأحاديث النبوية في وصفهم بأنهم:

«يقاتلون على الحق» (?).

أو «يقاتلون على أمر الله» (?).

وهذا يبين أنها لم تقف عند حد جهاد الكلمة ببيان، والدعوة إليه بالحسنى، أو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بين المسلمين، بل تميزت -مع ذلك - بالقيام بواجب الجهاد الشرعي في سبيل الله، وقتال أعداء الله من الكفار والمنافقين وغيرهم.

وهذا يعني استمرار الجهاد والمواجهة العسكرية مع أعداء الله يوم القيامة، لأن الطائفة القائمة به باقية إلى يوم القيامة (?).

والمقصود أن الجهاد لا ينقطع انقطاعا دائما مستمرا، بل لا يزال في الأمة طائفة منصورة تجاهد في سبيل الله أعداء الله، ولكن هذا لا يعارض ما وُجد ويوجد في بعض الأمكنة وبعض الأزمنة من ترك الجهاد، مما أخبر به النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وحذر منه, فوقع في الأمة كما أخبر، فعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: سمعت النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يقول: «إذا تبايعتم بالعينة (?) , وأخذتم أذناب البقر، ورضيتم بالزرع، وتركتم الجهاد، سلط الله عليكم ذُلاًّ لا ينزعه حتى ترجعوا إلى دينكم» (?).

فقد تترك عامة الأمة الجهاد في سبيل الله، وتخلد إلى الأرض، وتشتغل

طور بواسطة نورين ميديا © 2015