أ- أنها على الحق:

فهي طائفة من هذه الأمة تشربت المنهج الرباني الذي هو (الحق) وما عداه الباطل، واستقرت على الالتزام به استقرار المتمكن الذي لا يتزحزح, وهي طائفة متخصصة بـ (خصائص الفرقة الناجية) أهل السنة والجماعة والتي تحرص أن تكون على ما كان عليه رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وأصحابه، فهي متحققة من العلم الصحيح المبني على الدليل الشرعي، ومن عمل القلب وعمل الجوارح المواطئ لهذا العلم.

وقد تعددت عبارات الأحاديث، وتنوعت في بيان أن هذه الطائفة تحمل الحق الذي جاء به محمد - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وتلتزم به من غير تحريف ولا تبديل، فجاء الحديث بأنهم (على الحق).

وأنهم «على أمر الله» وأنهم «على هذا الأمر» وأنهم «على الدين».

وهذه الألفاظ تجتمع في الدلالة على استقامتهم على الدين الصحيح الذي بعث به محمد - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - , وقد عبر - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عن تمسك الطائفة المنصورة بالحق، والدين، والأمر بلفظ: «على» الدال على التمكن والاستقرار (?).

وللطائفة المنصورة من ملازمة الحق واتباعه ما ليس لسائر المسلمين، وهي إنما استحقت الذكر والنصر، لتمسكها بالحق الكامل حين أعرض عنه الأكثرون، ومن الجوانب البارزة في الحق الذي استمسكت به حتى صارت طائفة منصورة ما يلي:

1 - الاستقامة في الاعتقاد وملازمة ما كان عليه النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وأصحابه ومجانبة البدع وأهلها، فهم أصحاب السنة الذين ليس لهم اسم يعرفون به وينتمون إليه إلا السنة، لا جهمية ولا معتزلة، ولا غير ذلك من الأسماء الدالة على البدع والأهواء» (?).

2 - الاستقامة في الهدى والسلوك الظاهر على المنهج النبوي الموروث عن الصحابة رضي الله عنهم والسلامة من أسباب الفسق والريبة والشهوة المحرمة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015