بالجانب العقدي والمفهوم الإيماني وتربية الأمة عليه ينبغي أن يستمر إلى أن يلقى الله عز وجل، فإنه مهما بلغ الإنسان من الإيمان فإنه لا يستغنى عن التذكير به والازدياد منه، ولابد من إعداد القاعدة الصلبة التي تلتحم مع الجماهير وتتحرك نحو تطبيق شرع الله، والتمكين لدينه سبحانه وتعالى، قال سيد قطب رحمه الله وهو يقرر ضرورة إعداد هذه القاعدة: «لقد كان الله سبحانه يعلم أن هذا المنهج ... » ثم تكلم عن سنة الابتلاء، ثم قال: «فالتوسع الأفقي قبل قيام هذه القاعدة خطر ماحق يهدد وجود أية حركة لا تسلك طريق الدعوة الأولى من هذه الناحية ولا تراعي طبيعة المنهج الحركي الرباني النبوي الذي سارت عليه الجماعة» (?).

وأجمل ذلك في مكان آخر بقوله: «لقد قامت كل عقيدة بالصفوة المختارة لا بالزبد الذي يذهب جفاء ولا بالهشيم الذي تذروه الرياح» (?).

لابد من الاهتمام بتقوية الإيمان وتزكية الأخلاق الفاضلة وكثرة الطاعة لله ولرسوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - , والبعد عن المعصية, والتوعية الكاملة والفقه في الدين, ومعرفة مشكلات العصر وحلها، والتدريب العملي على البذل والإنفاق, وإيثار الدعوة الإسلامية بالنفس والنفيس, والإخلاص الكامل، والتجرد لله وحده، وهذا الإعداد مع صعوبته وطول مدته التي تحتاج إلى صبر وجلد خير من العجلة في جمع جماهير ذوي عواطف تبهج النفس وتنعشها، عواطف يظهر أصحابها الطاعة والحب والتفاني في سبيل العقيدة في وقت الرخاء، أما وقت الشدة فإنها كالزبد الذي يذهب جفاء والهشيم الذي تذروه الرياح (?).

إن بناء القاعدة الصلبة على أسس من منهج أهل السنة والجماعة يدخل ضمن الطائفة المنصورة التي تتحرك بهذا الدين على جميع الثغرات.

ومن صفات الطائفة المنصورة من خلال الأحاديث الصحيحة يتضح الآتي:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015