{لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنَفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتِّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ} [التوبة: 128].

3 - عدم مواجهة أحد بعينه عندما يريد أن يؤدبه أو يزجره مادام يجد في الموعظة العامة كفاية:

وهذا من السياسة البالغة في منتهى الحكمة، ولهذا كان النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يسلك هذا الأسلوب الحكيم، فعندما فقد - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ناسا في بعض الصلوات، فقال: «والذي نفسي بيده لقد هممت أن آمر بحطب فيحطب، ثم آمر بالصلاة فيؤذن لها، ثم آمر رجلا يؤم الناس، ثم أخالف إلى رجال يتخلفون عنها فأحرق عليهم بيوتهم» (?).

وقال - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: «ما بال أقوام يرفعون أبصارهم إلى السماء في الصلاة» فاشتد قوله في ذلك حتى قال: «لينتهن عن ذلك أو لتخطفن أبصارهم» (?).

وقال - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: «ما بال أقوام قالوا كذا وكذا، لكني أصلي وأنام، وأصوم وأفطر، وأتزوج النساء، فمن رغب عن سنتي فليس مني» (?).

ولما بلغه أن قوما اشترطوا الولاء بعد بيع الأمة فخطب الناس فقال: «ما بال أناس يشترطون شروطًا ليست في كتاب الله، من اشترط شرطًا ليس في كتاب الله فليس له، وإن شرط مائة مرة، شرط الله أحق وأوثق» (?).

وهذا إرشاد نبوي حكيم في عدم مواجهة الناس بالعتاب سترًا عليهم ورفقًا بهم، وتلطفًا, ويستطيع أن يخاطب الناس عن طريق مخاطبة الجمهور إذا كان المدعو المقصود بينهم ومن جملتهم وهذا من أحكم الأساليب.

4 - إعطاء الوسائل صورة ما تصل إليه:

كقوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: «من دل على خير فله مثل أجر فاعله» (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015