1 - تحري أوقات الفراغ، والنشاط، والحاجة عند المدعوين:

حتى لا يملوا عن الاستماع ويفوتهم من الإرشاد والتعليم النافع، والنصائح الغالية الشيء الكثير، وقد ثبت عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أنه كان يتخول أصحابه بالموعظة كراهة السآمة عليهم، فعن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - قال: «كان النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يتخولنا بالموعظة في الأيام كراهة السآمة علينا» (?).

ولهذا طبق الصحابة هذه السياسة، فقد كان عبد الله بن مسعود يذكر الناس في كل خميس، فقال له رجل: يا أبا عبد الرحمن، لوددت أنك ذكرتنا كل يوم، قال: «أما إنه يمنعني من ذلك أني أكره أن أملكم، وإني أتخولكم بالموعظة كما كان النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يتخولنا بها مخافة السآمة علينا» (?).

وقد ثبت عنه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أنه قال: «يسروا ولا تعسروا، وبشروا ولا تنفروا» (?).

2 - أن يحرص على سلاح التأليف بالعفو عند المقدرة:

فيعمل على أن يضع الإحسان في مكان الإساءة، واللين في موضع المؤاخذة، والصبر على الأذى، فيقابل الأذى بالصبر الجميل، ويقابل الحمق بالرفق والحلم، ويقابل العجلة والطيش بالأناة والتثبت، وبذلك يملك قلوب إخوانه والمدعوين إلى الإسلام عموما.

وبمثل هذه المعاملة الحسنة جمع النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قلوب أصحابه حوله فتفانوا في محبته والدفاع عنه، وعن دعوته بمؤازرته ومناصرته، وقد مدح الله رسوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وأمره بالعفو والصفح والاستغفار لمن تبعه من المؤمنين {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ} [آل عمران: 159].

طور بواسطة نورين ميديا © 2015