فقد صور - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - الدلالة على فعل الخير في صورة الفعل نفسه، وكقوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: «من جهز غازيا فقد غزا» (?).

وقال - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: «إن من أكبر الكبائر أن يلعن الرجل والديه، قيل: يا رسول الله، وكيف يلعن الرجل والديه؟، قال: يسب الرجل أبا الرجل فيسب أباه ويسب أمه فيسب أمه» (?).

وهذا أصل في سد الذرائع، ويؤخذ منه أن من آل فعله إلى محرم يحرم عليه ذلك الفعل وإن لم يقصد إلى ما يحرم (?)، كما قال تعالى: {وَلاَ تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللهِ فَيَسُبُّوا اللهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ} [الأنعام: 108].

فقد أعطى النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - من يسب أبا الغير وأمه صورة من يسب والديه، لأنه تسبب في سبهما.

5 - أن تكون له مقدرة على ضرب الأمثال:

قال - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: «المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا، وشبك بين أصابعه» (?).

وقد مثل النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - المؤمنين في تبادل الرحمة والمودة والعطف بالجسد في

روابطه العضوية، إذا مرض عضو مرضت باقي الأعضاء فقال: «مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد

بالسهر والحمى» (?).

وهذه من أهم الوسائل التي إذا وصل إليها الداعية أصبحت له سياسة حكيمة في معرفة الناس وتربيتهم وإعدادهم، وعلى الأخ الداعية المربي أن يلم بفقه الدعوة وأسسها وأصولها التي تقوم عليها حتى يسير في دعوته على بصيرة، ولا شك أن فهم هذه الأركان يدخل في قوله تعالى: {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ} [يوسف: 108].

طور بواسطة نورين ميديا © 2015