هذه يعض العدة التي لابد منها للدعاة الذين يتصدرون الناس لدعوتهم إلى الإسلام.

المراعاة والتدرج في الإسلام:

إن المراعاة والتدرج لازمان للتغيير وحصول الاستجابة، لأن تغيير النفوس وإزاحتها عن مألوفاتها، ونقلها من ميولها أمر ليس سهلا، كما أن تغيير الأعراف التي تجذرت في النفوس، واستقرت في العقول وتواطأ الناس عليها لا تتغير بأمر يصدر أو دعوة توجه، ولذلك لابد في الدعاة من مراعاة الطبائع والأفهام، والمقاصد والنيات، والأحوال الخاصة، والأعراف والعوائد العامة، والأولويات، والمصالح والمفاسد، والأوقات عندما يتصدرون لدعوة الناس وتعريفهم بالإسلام.

إن التدرج سنة ربانية من سنن الله تعالى في خلقه وكونه، وهو من السنن الهامة التي يجب على الأمة أفرادا وجماعات أن تراعيها وهي تعمل للتمكين.

ومراعاة سنة التدرج في العمل للتمكين يعني أن تتدرج الأمة في عملها للتمكين من السهل إلى الصعب، ومن الصعب إلى الأصعب, ومن الهدف القريب إلى الهدف البعيد، ومن الخطة الجزئية إلى الخطة الكلية (?) ... وهكذا.

فلقد بدأت الدعوة الإسلامية في زمن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - متدرجة تسير بالناس سيرا دقيقا، حيث بدأت بمرحلة الاصطفاء والتأسيس ثم مرحلة المواجهة والمقارنة ثم مرحلة النصر والتمكين، وما كان يمكن أن تبدأ هذه جميعها في وقت واحد وإلا كانت المشقة والعجز، وما كان يمكن كذلك أن يقدم واحد منها على الأخرى، وإلا كان الخلل والإرباك (?).

واعتبار هذه السنة في غاية الأهمية «ذلك أن بعض العاملين في حقل الدعوة الإسلامية يحسبون أن التمكين يمكن أن يتحقق بين عشية وضحاها،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015