ب- أسلوب التقرير:

وهو أسلوب يؤول بالمرء بعد المحاكمة العقلية إلى الإقرار بالمطلوب الذي هو

مضمون الدعوة.

1 - ومن الأمثلة القرآنية على ذلك:

قال تعالى: {وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ إِبْرَاهِيمَ - إِذْ قَالَ لأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا تَعْبُدُونَ - قَالُوا نَعْبُدُ أَصْنَامًا فَنَظَلَّ لَهَا عَاكِفِينَ - قَالَ هَلْ يَسْمَعُونَكُمْ إِذْ تَدْعُونَ - أَوْ يَنفَعُونَكُمْ أَوْ يَضُرُّونَ - قَالُوا بَلْ وَجَدْنَا آبَاءَنَا كَذَلِكَ يَفْعَلُونَ - قَالَ أَفَرَأَيْتُم مَّا كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ - أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمُ الأقْدَمُونَ - فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِي إِلاَّ رَبَّ الْعَالَمِينَ - الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ - وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ - وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ - وَالَّذِي يُمِيتُنِي ثُمَّ يُحْيِينِ} [الشعراء: 69 - 81]. وهنا ستكون الإجابات بالنفي, فعقولهم تمنعهم أن يقولوا إن أصنامهم تسمع دعاءهم أو تجيب رجاءهم، وهذا يؤدي إلى عدم جدوى هذه الأصنام, وبالتالي الاستسلام العقلي بوجود وألوهية الخالق الذي جاء في هذه الآيات وصف أفعاله سبحانه وتعالى (?).

2 - ومن الأمثلة الحديثية:

عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رجلا أتى النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فقال مستنكرًا ومسترشدًا: يا رسول الله ولد لي غلام أسود‍ ... ! فقال: هل لك من إبل؟ قال: نعم! قال ما ألوانها؟ قال: حمر، قال: هل فيها من أورق؟ (?) قال: نعم، قال: فأنى ذلك؟ قال: لعله نزعه عرق، قال: فلعل ابنك نزعه عرق (?).

فهذا الرجل جاء سائلاً مستفتيًا عما وقع له من الريبة، فلما ضرب له المثل أذعن، وقال ابن العربي: «فيه دليل على صحة القياس والاعتبار بالنظر» (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015