ومن هذه الأساليب المهمة:

أ- أسلوب المقارنة:

وذلك بعرض أمرين أحدهما هو الخير المطلوب الترغيب فيه، والآخر هو الشر المطلوب الترهيب منه، وذلك باستثارة العقل للتفكر في كلا الأمرين وعاقبتهما للوصول - بعد المقارنة (?) - ومن أمثلة ذلك:

1 - قال جل وعلا: {أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنَ اللهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَم مَّنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ وَاللهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} [التوبة: 109].

قال القرطبي: «وهذه الآية ضرب مثلا لهم، أي من أسس بنيانه على الإسلام خير أم من أسس بنيانه على الشرك والنفاق, وبين أن بناء الكافر كبناء على جرف جهنم يتهور بأهله فيها، وفي هذه الآية دليل على أن كل شيء ابتدئ بنية تقوى الله تعالى والقصد لوجهه الكريم فهو الذي يبقى ويسعد به صاحبه ويصعد إلى الله ويرفع إليه» (?).

2 - ومن الأمثلة النبوية التي تبين استخدام النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لأسلوب المقارنة قوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: «إنما مثل الجليس الصالح والجليس السوء كحامل المسك، ونافخ الكير, فحامل المسك إما أن يحذيك وإما أن تبتاع منه، وإما أن تجد منه ريحًا طيبة، ونافخ الكير إما أن يحرق ثيابك وإما أن تجد منه ريحًا خبيثة» (?).

قال النووي: «وفيه فضيلة مجالسة الصالحين وأهل الخير والمروءة ومكارم الأخلاق والعلم والأدب والنهي عن مجالسة أهل الشر والبدع, ومن يغتاب الناس ويكثر فجره وبطالته ونحو ذلك من الأنواع المذمومة» (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015