وقال ابن شهاب الزهري المحدث الإمام: «من رام العلم جملة ذهب عنه جملة، ولكن الشيء بعد الشيء مع الأيام والليالي» (?).

2 - الحرص على التلقي عن الشيوخ كل في فنه, وألا يعتمد على الاطلاع المجرد وحده، فهذه العلوم ليست كالصحف والمجلات يكتفي فيها بالقراءة والاطلاع، وكما قيل: «من كان شيخه كتابه فخطؤه أكثر من صوابه» (?).

وصدق الشاعر حيث يقول:

يظن الغمر أن الكتب تهدي ... أخا جهل لإدراك العلوم

وما علم الجهول بأن فيها ... مدارك قد تدق عن الفهيم

ومن أخذ العلوم بغير شيخ ... يضل عن الصراط المستقيم

وكم من عائب قولا صحيحا ... وآفته من الفهم السقيم (?)

وكتب السلف وتراجم العلماء مليئة بأسماء شيوخهم، وسيرتهم مع من تلقوا عنهم، وكتب أهل العلم طافحة بآداب الطالب مع شيخه مما يدل على بدهية

ذلك عندهم (?).

قال الشاطبي: «من أنفع طرق العلم الموصلة إلى غاية التحقق به أخذه عن أهله المتحققين به على الكمال والتمام» (?).

3 - الصبر والملازمة، وترك الانتقال من علم إلى علم قبل تمامه، ومن شيخ إلى شيخ قبل الاستفادة منه، ومن كتاب إلى كتاب قبل إحكامه. قال الزرنوجي: «ينبغي أن يثبت ويصبر على أستاذه، وعلى كتاب حتى لا يتركه أبتر، وعلى فن

طور بواسطة نورين ميديا © 2015