حتى لا يشغل بفن آخر قبل أن يتقن الأول، وعلى بلد حتى لا ينتقل إلى بلد آخر من غير ضرورة, فإن ذلك كله يفرق الأمور ويشغل القلب ويضيع الأوقات ويؤذي العلم» (?).

ب- الثقافة الإسلامية:

لا شك أن الداعية يحتاج بشكل ملح إلى الثقافة العامة وكذلك الثقافة المعاصرة: «إن حركة الداعية حركة واسعة، وانتشاره كبير واتصالاته كثيرة وهو لا شك يلتقي بأنواع كثيرة من البشر, كل له مزاجه وثقافته واطلاعه, فلابد للداعية أن يشبع هذه الثقافات ويلم بشيء منها حتى يشارك من يخاطبه كل حسب ثقافته كمدخل من مداخل الدعوة» (?).

ولابد من الاعتراف بوجود الخلل في هذه الثقافات عند كثير من الدعاة «فهناك عجز في المعرفة بالحاضر المعيش والواقع المعاصر، وهناك جهل بالآخرين نقع فيه بين التهويل والتهوين, مع أن الآخرين يعرفون عنا كل شيء وقد كشفونا حتى النخاع، بل هناك جهل بأنفسنا فنحن إلى اليوم لا نعرف حقيقة مواطن القوة فينا ولا نقاط الضعف لدينا، وكثيرا ما نضخم الشيء الهين، ونهون الشيء العظيم، سواء في إمكاناتنا أم في عيوبنا» (?).

إن من المهم بمكان أن يتمكن الداعية عند عرضه للإسلام من بيان محاسن الدين، ومقاصد الشريعة، ويفند مزاعم خصوم الإسلام وشبهاتهم، وإظهار الكمال في أنظمة الإسلام الاجتماعية والاقتصادية وغيرها، وأنها ترعى جميع المصالح وتسد أبواب الفساد، وأنها صالحة ومصلحة لكل زمان ومكان, وأمثال هذه الموضوعات, ومن المهم بمكان، أن يستوعب الداعية المذاهب الفكرية المعاصرة كالشيوعية والرأسمالية، والقومية والبعثية والماسونية، وأن يبين عوارها وبطلانها

طور بواسطة نورين ميديا © 2015