أكثر من إصلاحه، وقد يأمر بالمنكر وينهى عن المعروف لجهله بما أحله الشرع وأوجبه وبما منعه وحرمه» (?).

ولابد للداعية أن يوقن أن «العلم أشرف ما رغب فيه الراغب وأفضل ما طلب، وجد فيه الطالب، وأنفع ما كسب واقتناه الكاسب» (?).

والآخذ بالعلم آخذ بالبداية الصحيحة إذ العلم مقدم على القول والعمل, كما قال تعالى: {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ} [محمد: 19].

وبالعلم يحوز الداعية الرفعة في الميزان الرباني وفق قوله تعالى: {يَرْفَعِ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ} [المجادلة: 11].

والسعي في طلب العلم تحقيق للغاية التي أرادها الله ووجه إليها في قوله: {فَلَوْلاَ نَفَرَ مِن كُلِّ فِرْقَةٍ مِّنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ"

[التوبة:122].

فقد جعل الله الأمة فرقتين «أوجب على إحداهما الجهاد في سبيله وعلى الأخرى التفقه في دينه، لئلا ينقطع جميعهم عن الجهاد فتندرس الشريعة، ولا يتوفروا على طلب العلم فتغلب الكفار على الملة، فحرس بيضة الإسلام بالمجاهدين، وحفظ شريعة

الإيمان بالمتعلمين، وأمر بالرجوع إليهم في النوازل ومسألتهم عن الحوادث, فقال عز وجل: {فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنْتُم لاَ تَعْلَمُونَ} [النحل: 43] وقال تعالى: {وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الأمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الأمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ} [النساء: 83].

وإذا سلك الداعية طريق العلم حظى بالخيرية الربانية الثابتة في حديث رسول

الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: «من سلك طريقًا يلتمس به علما سهل الله به طريقًا من طرق الجنة» (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015