لقد قصر بعض الدعاة والجماعات الإسلامية في العناية بهذا الجانب المهم بسبب تضخيم العناية بالجوانب الفكرية والسياسية وغيرها, والمطلوب التوازن والشمولية وإعطاء كل جانب حقه من الاهتمام.

ثانيا: الرصيد العلمي والزاد الثقافي:

وهذا أساس لابد منه حتى يجد الناس عند الداعية إجابة للتساؤلات، وحلولا للمشكلات, إضافة إلى ذلك هو العدة التي بها يعلم الناس أحكام الشرع، ويبصرهم بحقائق الواقع، وبه أيضا يكون الداعية قادرا على الإقناع وتفنيد الشبهات، ومتقنا في العرض، ومبدعا في التوعية والتوجيه (?). «وإذا كانت الدعوة إلى الله أشرف مقامات العبد وأجلها وأفضلها فهي لا تحصل إلا بالعلم الذي يدعو به وإليه، ولابد من كمال الدعوة من البلوغ في العلم إلى حد يصل إليه السعي» (?). والخوض في غمار الدعوة وميادينها لابد للداعي من علم وإلا ترتب على ذلك آثار وخيمة لأن «العامل على غير علم كالسالك على غير طريق، والعامل على غير علم ما يفسد أكثر مما يصلح» (?).

وكما قال معاذ بن جبل - رضي الله عنه -: «العلم إمام العمل والعمل تابعه، وهذا ظاهر فإن القصد العمل، والعمل إن لم يكن بعلم كان جهلا وضلالا واتباعا للهوى» (?).

وطبيعة مهمة الداعي خطيرة ونظرة الناس إليه، واعتدادهم به، وأخذهم عنه يجعل أمر العلم «أشد ضرورة للداعي إلى الله لأن ما يقوم به من الدين منسوب إلى رب العالمين، فيجب أن يكون الداعي على بصيرة وعلم بما يدعو إليه، وبشرعية ما يقوله ويفعله ويتركه، فإذا فقد العلم المطلوب اللازم له كان جاهلا بما يريده, ووقع في الخبط والخلط والقول على الله ورسوله بغير علم، فيكون ضرره

طور بواسطة نورين ميديا © 2015