وحديث المصطفى - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: «لو كانت الدنيا تعدل عند الله جناح بعوضة ما سقى كافرًا منها شربة ماء» (?).

ومن هذه المنطلقات الإيمانية قال الشافعي - رحمه الله -:

أنا إن عشت لست أعدم قوتًا ... وإذا مت لست أعدم قبرا

همتي همة الملوك ونفسي ... نفس حر ترى المذلة قهرا (?)

أما الثاني: فيقين المؤمن أن الموت والحياة بيد الله، وأنه لا ينجي حذر من قدر، وأن الأمة لو اجتمعت على أن يضروه بشيء لا يضروه إلا بشيء قد كتبه الله عليه، وأن الموت ليس بالإقدام وأن السلامة ليست بالإحجام, كما قال تعالى: {أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِككُّمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنْتُمْ فِي بُرُوجٍ مُّشَيَّدَةٍ} [النساء: 78] , ومن هنا يتميز المؤمن عن غيره فبينما ترتجف القلوب وتنسكب الدموع، وتعلو التوسلات، وتقدم التنازلات، حرصا على الحياة نجد المؤمن كالطود الشامخ يهتف مع خبيب بن عدي قائلا:

ولست أبالي حين أقتل مسلما ... على أي جنب كان في الله مصرعي

ويتذكر قول علي بن أبي طالب:

أي يومي من الموت أفر ... يوم لا يقدر أو يوم قدر

يوم لا يقدر لا أرهبه ... ومن المقدور لا ينجو الحذر (?)

ولا ينسى خبر سحرة فرعون لما آمنوا وهددوا بالموت هتفوا قائلين: {فَاقْضِ مَا أَنتَ قَاضٍ إِنَّمَا تَقْضِي هَذِهِ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا} [طه: 72].

2 - الخشية من الله:

وهي من أعظم آثار الإيمان وأبرز أوصاف المؤمنين {الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ وَهُم مِّنَ السَّاعَةِ مُشْفِقُونَ} [الأنبياء: 49].

طور بواسطة نورين ميديا © 2015