{الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالاَتِ اللهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلاَ يَخْشَوْنَ أَحَدًا إِلاَّ اللهَ} [الأحزاب: 39].

وقدوتهم في ذلك النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - حيث يقول: «إني لأخشاكم لله وأتقاكم له» (?).

«والخشية أخص من الخوف، فهي خوف مقرون بمعرفة» (?)، وعندما تعمر الخشية والخوف قلب الداعية المؤمن يتميز عن الغافلين والعابثين؛ لأن الخوف يحول بين صاحبه وبين محارم الله, قال إبراهيم بن سفيان: «إذا سكن الخوف القلوب أحرق مواضع الشهوات منها وطرد الدنيا عنها» (?).

وقال الفضيل بن عياض: «من خاف الله لم يضره أحد، ومن خاف غير الله لم ينفعه أحد» (?)، وهذه الخشية دافعة للطاعة «وما استعان عبد على دينه بمثل الخشية من الله» (?). والداعية له رتبة عليا من الإيمان «تجعل خشيته لله أسرع إلى فؤاده من أي رهبة تخامر نفسه أمام ذي سلطان» (?). والخشية أساس مراقبة الله ترقى بالمؤمن إلى درجة الإحسان وأن يعبد الله كأنه يراه فإن لم يكن يراه فإن الله يراه (?).

3 - حسن الصلة بالله:

والمقصود بها إقامة الفرائض، والاستكثار من النوافل، والاشتغال بالأذكار، والمداومة على الاستغفار وكثرة التلاوة القرآنية، والحرص على المناجاة الربانية، وغير ذلك من القربات والطاعات, لأن العبادة زاد يتقوى به الداعية، فالصلاة صلة بينه وبين مولاه، ولا مناص من تميزه في حرصه عليها، وتبكيره إليها وخشوعه فيها، وتطويله لها، وشهودها مع الجماعة وله في ذلك قدوات سالفة, فسعيد بن المسيب ما فاتته الصلاة في جماعة أربعين سنة (?).

والربيع بن خيثم كان يقاد إلى الصلاة وبه الفالج، فلما روجع في ذلك

طور بواسطة نورين ميديا © 2015