5 - بيان الأخطار التي تواجهها الأمة الإسلامية من أعدائها والعمل على اجتيازها في حدود ما تتطلبه المرحلة.
ثانيًا: تزكية الناس، أي تزكية نفوسهم وتطهير وتنميتها بالخيرات والبركات في الدنيا والآخرة، بحيث يصير الإنسان في الدنيا مستحقًا للأوصاف المحمودة، وفي الآخرة الأجر والمثوبة، وذلك في قوله سبحانه وتعالى: {وَيُزَكِّيكُمْ" والتزكية بهذا المعنى، تارة تنسب إلى الله تعالى: {بَلِ اللهُ يُزَكِّي مَن يَشَاءُ ... } [النساء: 49] وتارة تنسب إلى النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لكونه واسطة في وصول ذلك إلى الناس كما في هذه الآية {وَيُزَكِّيكُمْ".
فالداعية إلى الله يطهر نفوس الناس بوحي الله، وينمي أرواحهم وعقولهم وأبدانهم، ويرتفع بهم إلى المستوى الذي كرمه ربه وفضله على كثير من خلقه.
وهذه التزكية تربية ذات منهج ووسائل تنقل الإنسان من واقعه إلى ما هو أفضل وأكرم وأحسن له في أمر دينه ودنياه.
ثالثًا: التعليم، تعليم الناس العلم النافع، أي القرآن والحكمة، وذلك في قوله سبحانه من هذه الآية: {وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ" فهو واجب النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - , وواجب الدعاة إلى الله إلى يوم الدين و {الْكِتَابَ" هو القرآن الكريم، وهو هدى للناس كل الناس، فما من خير للبشرية في دينها ودنياها إلا نوه عنه القرآن الكريم، وما من شيء من هذا وذاك إلا اشتمل عليه القرآن الكريم: {مَّا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِن شَيْءٍ} [الأنعام: 28] , {وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ} [يوسف: 111] و {تِبْيَانًا لِّكُلِّ شَيْءٍ} [النحل: 89].
إن تعليم الناس كتاب الله وسنة رسوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ينقلهم من ظلام الجهل إلى نور العلم، ومن ضلال الباطل إلى هداية الحق، وهذا يظهر في قوله تعالى: {وَيُعَلِّمُكُم مَّا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ" أي يبصركم بحاضركم، ويرسم لكم أسلم طريق لمستقبلكم.