المبحث الأول
مرحلة الدعوة والتعريف بالإسلام
إن الخطوة الأولى في سبيل إقامة الدولة المسلمة أو التمكين للإسلام هو التعريف به والدعوة إليه، وقد كان هذا نهج الأنبياء والمرسلين ومنهج القرآن، والدعاة إلى الله هم ورثة الأنبياء، والأنبياء عليهم السلام لا يورثون مالا ولا عقارا، ولكنهم يورثون علما ودعوة ومبادئ وقيما وأخلاقا وعقيدة صحيحة وتصورا سليما للكون والحياة والإنسان والخلاق العليم.
إن الله سبحانه وتعالى قد بين لنا في كتابه وظيفة رسل الله والدعاة إليه كما في قوله تعالى: {كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولاً مِّنْكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُم مَّا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ} [البقرة: 151].
وتمثل هذه الواجبات الأمور الآتية:
أولاً: تبليغ وحي الله إلى الناس، وتعريفهم به {يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِنَا" ويكون هذا التبليغ بالأمور الآتية:
1 - شرح أصول الإسلام وقواعده للناس.
2 - تفسير نصوص القرآن والسنة تفسيرا متبعا لمنهج السلف وملائما للعصر الذي يتم فيه التفسير من حيث الأسلوب والوسيلة.
3 - جمع الناس على الإسلام ومبادئه وأخلاقه وتوجيههم نحو الفهم والعمل.
4 - استهداف كل الناس بالدعوة سواء كانوا مشركين أو نصارى أو يهودا أو ملاحدة أو علمانيين أو منافقين أو فاسقين أو عصاة مع إعطاء الأولوية للصف الداخلي للأمة (?).