3 - أنه بعث العيون لمنع وصول المعلومات إلى الأعداء:
بث رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عيونه داخل المدينة وخارجها حتى لا تنتقل أخباره إلى قريش وأخذ رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بالأنقاب (?)، فكان عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - يطوف على الأنقاب قيما بهم فيقول: «لا تدعوا أحدا يمر بكم تنكرونه إلا رددتموه .. إلا من سلك إلى مكة فإنه يتحفظ به ويسأل عنه أو ناحية مكة».
4 - دعاؤه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بأخذ العيون والأخبار عن قريش:
فعندما أعلم رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - الناس أنه سائر إلى مكة وأمر بالجد والتهيؤ قال: (اللهم خذ العيون والأخبار عن قريش حتى نبغتها في بلادها) (?).
وهذا شأن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - في أموره يأخذ بكل الأسباب البشرية ولا ينسى التضرع والدعاء لرب البرية ليستمد منه التوفيق والسداد.
5 - إحباط محاولة تجسس حاطب لصالح قريش:
عندما أكمل النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - استعداده للسير إلى فتح مكة، كتب حاطب بن أبي بلتعة كتابا إلى مكة يخبرهم فيه نبأ تحرك النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إليهم، ولكن الله سبحانه وتعالى أطلع نبيه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عن طريق الوحي على هذه الرسالة، فقضى - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - على هذه المحاولة وهي في مهدها، فأرسل النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عليا والمقداد فأمسكا بالمرأة في روضة خاخ على بعد اثني عشر ميلا من المدينة، وهدداها أن يفتشاها إن لم تخرج الكتاب فسلمته لهما، ثم استدعى حاطب - رضي الله عنه - للتحقيق فقال: (يا رسول الله، لا تعجل عليَّ، إني كنت امرأ ملصقا من قريش - يقول: كنت حليفا - ولم أكن من أنفسها، وكان من معك من المهاجرين من لهم قرابات يحمون بها أهليهم وأموالهم، فأحببت إذ فاتني ذلك من النسب فيهم أن أتخذ عندهم يدا يحمون قرابتي، ولم أفعله ارتدادا عن ديني ولا رضا بالكفر بعد