الإسلام. فقال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: (أما إنه قد صدقكم) فقال عمر - رضي الله عنه -: يا رسول الله دعني أضرب عنق هذا المنافق فقال: «إنه قد شهد بدرا، وما يدريك لعل الله اطلع على من شهد بدرا فقال: اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم (?). فأنزل الله: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُم مِّنَ الْحَقِّ يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ أَن تُؤْمِنُوا بِاللهِ رَبِّكُمْ إِن كُنْتُمْ خَرَجْتُمْ جِهَادًا فِي سَبِيلِي وَابْتِغَاءَ مَرْضَاتِي تُسِرُّونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَأَنَا أَعْلَمُ بِمَا أَخْفَيْتُمْ وَمَا أَعْلَنْتُمْ وَمَن يَفْعَلْهُ مِنْكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ} [الممتحنة: 1].
نجد من خلال قصة حاطب أن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - له فقه عميق في معاملة أصحابه وحرص شديد على الوفاء لهم وإقالة عثرات ذوي السوابق الحسنة، لقد جعل - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - من ماضي حاطب - رضي الله عنه - المجيد سببا في العفو عنه.
من خلال الآيات القرآنية الكريمة والممارسة النبوية لهذا الباب تظهر الحاجة للحركات الإسلامية ودولها المسلمة لإيجاد أجهزة أمنية استخباراتية متطورة تحمي الإسلام والمسلمين من أعدائها اليهود والنصارى والملاحدة, وتعمل على حماية الصف المسلم في الداخل من اختراقات الأعداء فيه، وتجتهد لرصد أعمال المعارضين والمحاربين للإسلام حتى تستفيد القيادة من المعلومات التي تقدمها لها أجهزتها المؤمنة الأمينة, ولابد أن تؤسس هذه الأجهزة على قواعد منبعها القرآن الكريم والسنة النبوية وتكون أخلاق رجالها قمة رفيعة تمثل صفات رجال الأمن المسلمين.
إن اهتمام المسلمين بهذا الأمر يجنبها المفاجآت العدوانية, وقد كتب «صن تزو» مشيرا لأهمية ذلك:
«إذا عرفت العدو وعرفت نفسك فليس هناك ما يدعوك إلى أن تخاف نتائج