2 - وضوح الأمر العسكري الذي وجهه الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إلى حذيفة.
3 - الانضباط العسكري الذي كان يتحلى به حذيفة في تنفيذ الأوامر ونجاحه في الدور الذي أمر به وقيامه بالمهمة خير قيام، ورجع وقدم المعلومات اليقينية الصادقة للرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -.
وفي فتح مكة لما قرر النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فتحها حرص على مباغتة قريش, وكتم الأمر حتى لا يصل الخبر إلى قريش فتعد العدة لمجابهته وتصده قبل أن يبدأ في تنفيذ هدفه, وشرع في الأخذ بالأسباب الآتية لتحقيق مبدأ المباغتة:
1 - أنه كتم أمره حتى عن أقرب الناس إليه:
قال ابن إسحاق - رحمه الله -: (إن أبا بكر دخل على عائشة وهي تغربل حنطة فقال: ما هذا؟ أمركم رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بالجهاز؟ قالت: نعم، قال: وإلى أين؟ قالت: ما سمى لنا شيئًا، غير أنه قد أمرنا بالجهاز) (?).
2 - أنه بعث سرية بقيادة أبي قتادة إلى بطن إضَم:
بعث النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قبل مسيرة مكة سرية مكونة من ثمانية رجال وذلك لإسدال الستار على نيته الحقيقية، وفي ذلك يقول ابن سعد: (لما هم رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بغزو أهل مكة بعث أبا قتادة بن ربعي في ثمانية نفر سرية إلى بطن إضَم (?)، ليظن ظان أن رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - توجه إلى تلك الناحية ولأن تذهب بذلك الأخبار ... فمضوا ولم يلقوا جمعا فانصرفوا حتى انتهوا إلى ذي خُشُب (?)، فبلغهم أن رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قد توجه إلى مكة، فأخذوا على «بيبن» حتى لقوا النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بالسقيا (?). (?).