المسلمون من توجيه طعنة لهم من الخلف لأنهم مشغولون بمواجهة خصمهم من الأمام.

2 - أن المسلمين اطمأنوا إلى أن بني قريظة سيتسمرون في إمدادهم بالمؤن التي يتطلبها الموقف، وذلك لشدة حاجتهم إليها, وانشغالهم عن توفيرها بمواجهة الأعداء (?).

وكلف - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - الزبير بتتبع أحوال بني قريظة وجمع المعلومات عن نواياهم، ومدى التزامهم بالعهد، ورصد تحركهم المريب (?). ومع أخذه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بكل الأسباب إلا أنه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كان كثير التضرع والدعاء والاستعانة بالله وخصوصا في مغازيه وعندما اشتد الكرب على المسلمين أكثر مما سبق حتى بلغت القلوب الحناجر وزلزلوا زلزالا شديدا وجاء المسلمون إلى النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وقالوا: يا رسول الله هل من شيء نقوله فقد بلغت القلوب الحناجر؟ قال: نعم: «اللهم استر عوراتنا وآمن روعاتنا» (?).

ودعا - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: «اللهم منزل الكتاب سريع الحساب، اهزم الأحزاب، اهزمهم وزلزلهم» (?).

وقال - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: «لا إله إلا الله وحده، أعز جنده ونصر عبده وغلب الأحزاب وحده فلا شيء بعده» (?).

فاستجاب الله - سبحانه - دعاء نبيه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - , فأقبلت بشائر الفرج، فقد صرفهم الله بحوله وقوته, وزلزل أبدانهم وأنزل الرعب في قلوبهم وشتت جمعهم بالخلاف، ثم أرسل عليهم الريح الباردة الشديدة, وألقى الرعب في قلوبهم وأنزل

طور بواسطة نورين ميديا © 2015