- دقة الملاحظة وقوة الفراسة أثناء جمع المعلومات {فَبَصُرَتْ بِهِ عَن جُنُبٍ وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ} [القصص: 11].
- استعملت أخت موسى شكلا من أشكال الاستخبارات العصرية وهو التخريب الفكري، فبعد أن نظرت إليهن وهن غير قادرات على إرضاعه {فَقَالَتْ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى أَهْلِ بَيْتٍ يَكْفُلُونَهُ لَكُمْ وَهُمْ لَهُ نَاصِحُونَ} [القصص: 12].
وقد قصدت إبعاد موسى عن المراضع، ليخلص إلى أمها دون إشعارهم أنها منه بسبيل.
- محاولة تحقيق الهدف أثناء جمع المعلومات، فأخت موسى لم تكتف بأن تعرف مكان موسى لتخبر أمها بمكانه، وإنما هي تقصت الأخبار، وتوصلت إلى مكانه, وحاولت إعادته إلى أمه، وقد نجحت في هذا (?).
6 - قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا خُذُوا حِذْرَكُمْ} [النساء: 71] , وقال تعالى {وَأَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَاحْذَرُوا} [المائدة: 92] , وقال تعالى: {وَلْيَأْخُذُوا حِذْرَهُمْ وَأَسْلِحَتَهُمْ وَدَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ تَغْفُلُونَ عَنْ أَسْلِحَتِكُمْ وَأَمْتِعَتِكُمْ فَيَمِيلُونَ عَلَيْكُم مَّيْلَةً وَاحِدَةً} [النساء: 102].
إن الإعداد الأمني والاستخباراتي في العمل الإسلامي من مظاهر الحذر واليقظة، لأنها تحول دون مفاجآت الأعداء, وتطبيق لآيات القرآن السابقة، كما أن السعي للحصول على المعلومات عن العدو الداخلي أو الخارجي حتى يكون التخطيط على أساس من أسباب القوة ومظاهرها التي أمر الإسلام بإعدادها من أسباب التمكين التي ذكرت في قوله تعالى: {وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللهِ وَعَدُوَّكُمْ} [الأنفال: 60].
هذه بعض الإرشادات القرآنية إلى الأخذ بهذا المبدأ والإعداد له والاهتمام به.