نلحظ في هذه الآيات الكريمة أن المعلومات السابقة لا تقتصر على بني البشر, فقد يستفيد منها الحيوان والطير، إذ استفاد النمل من المعلومات السابقة، فاستعمل وسائل الإنذار المبكر، إذ قالت نملة بلغة جنسها حسب ما وصلت إليه من معلومات: ادخلوا مساكنكم حفاظا على حياتكم لأن سليمان وجنوده ربما يدوسون بأرجلهم فوقكم فتحطمون بغير قصد، فقد بينت السبب في توجيه هذا الإنذار إلى جماعتها من النمل بفضل المعلومات المسبقة التي حصلت عليها (?).
5 - قال تعالى: {وَقَالَتْ لأُخْتِهِ قُصِّيهِ فَبَصُرَتْ بِهِ عَن جُنُبٍ وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ - وَحَرَّمْنَا
عَلَيْهِ الْمَرَاضِعَ مِن قَبْلُ فَقَالَتْ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى أَهْلِ بَيْتٍ يَكْفُلُونَهُ لَكُمْ وَهُمْ لَهُ نَاصِحُونَ"
[القصص:12،11].
ونلحظ في الآيات الآتي:
- استخدام أم موسى مبدأ جمع المعلومات والحصول عليها في حفاظها على ابنها {وَقَالَتْ لأُخْتِهِ قُصِّيهِ" والتقصي إنما هو تتبع الأثر وجمع المعلومات.
- اختيار العنصر الأمين والحريص في جمع المعلومات لتكون صحيحة وموثقة وأمينة، وقبل ذلك حريصة على تلك المعلومات {وَقَالَتْ لأُخْتِهِ".
فأم موسى لم تختر غير أخته، لأن الأخت تعتبر من الحريصين والأمناء على تلك المصلحة, وهي تندفع من ذاتها في جمع المعلومات وتحصيل الأخبار، والمهم بمكان أن يكون العنصر المرسل في عملية الاستخبارات مندفعًا من ذاته حريصًا على المصلحة المرسل إليها.
- التقصي والتتبع بدون إشارة أو جلب أنظار {قُصِّيهِ} [القصص: 11].
إذ نفهم من كلمة التقصي الانتباه وعدم إثارة الأنظار، ودليل ذلك أنها بصرت به دون أن يشعروا بها.