في هذه الآية الغاية التي من أجلها أنزل القرآن على الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - , وهي إنذار العالمين وتخويفهم من بأس الله ونقمته, وبيان رضا الله من سخطه، وفي هذا دلالة واضحة على أن هذه الرسالة عالمية «وغايتها نقل هذه البشرية كلها من عهد إلى عهد, ومن نهج إلى نهج عن طريق هذا الفرقان الذي نزله الله على عبده ليكون للعالمين نذيرا» (?).
وإذا كانت هذه الدعوة عالمية فلابد أن يكون إعلامها كذلك، فالرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - والمسلمون مكلفون بتبليغ هذه الرسالة إلى جميع الناس بشتى الأساليب الإعلامية.
ولذا فإننا نرى الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عند أول فرصة وجدها بعد صلح الحديبية قام بإرسال البعوث الدينية إلى القبائل العربية المجاورة, وإلى الأمم خارج الجزيرة العربية للتبشير بهذه الرسالة تنفيذا لأمر الله تعالى بتعميم هذه الرسالة.
ولقد حقق هذا النوع من الأساليب عدة أهداف من أهمها:
1 - إشعار العرب والعجم وغيرهم «أن الإسلام ليس خاصا بالعرب وحدهم ولكنه عام لجميع الناس» (?).
2 - قبول هذه الدعوة والترحيب بها من قبل بعض الأمراء والملوك الموجهة إليهم كما فعل المقوقس والنجاشي, وإن كان البعض رفضها وأساء الرد على صاحبها كما فعل كسرى.
وهذا النوع من الأساليب ليستخدم في عصرنا هذا لتوثيق الروابط السياسية والاقتصادية والاجتماعية بين الدول عن طريق السفارات والمبعوثين الدبلوماسيين (?).