ومن خلال هذه المعالم القرآنية والممارسة النبوية الشريفة نتيقن أن الاهتمام بالإعلام وتوظيفه لخدمة الدعوة والتمكين لدين الله من الوسائل المهمة واللازمة للحركات الإسلامية المعاصرة، ولقد استطاعت بعض الحركات الإسلامية مثل التركية أن تستخدم القنوات الفضائية والإذاعية والتلفزيونية والجرائد والمجلات لخدمة الدعوة الإسلامية, وحققت نتائج مبشرة في هذا الميدان. وكذلك الحركة السودانية التي تحاول أن تجعل من وسائل الإعلام وسيلة لخدمة الإسلام في العالم, وأثبتت للعالم أجمع أن الكوادر الإسلامية قادرة على أن تقدم للعالم أروع الأمثلة في العيش للقضايا الإنسانية من خلال التصور الإسلامي.
إن الأخذ بالوسائل الإعلامية المعاصرة يساعد الحركات الإسلامية والدعاة إلى الإسلام عموما بالتعريف بأهداف الدعوة ومقاصدها، ليعلم الناس أن قضية الإسلام قضية عادلة، لا كما يصورها الأعداء بنعوت وأسماء زائفة تخالف الحقيقة، إن في عصرنا يمكن توظيف وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية للقيام بوظيفة البلاغ المبين، وإيصال رسالة الإسلام إلى جميع الفئات الاجتماعية، حيث يستفيد الدعاة من التطور التقني الهائل في مجالات الاتصال لتبليغ دعوتهم ونشر أفكارهم وعقيدتهم (?).
ولقد ترك لنا الداعية الكبير والعالم القدير زعيم الجماعة الإسلامية في باكستان العلامة أبو الأعلي المودودي تجربة رائعة في توظيف المجال الإعلامي للدعوة الإسلامية تركت آثارا على المحيط المحلي للدعوة والمحيط العالمي, واستفاد من جميع الوسائل الإعلامية المتاحة لديه من صحافة، ومؤلفات، ومحاضرات، ومجالس، ومراسلات ومكاتبات، وفتاوى وتفسير وقدوة حسنة وخدمات اجتماعية ولقاءات في الإذاعة, وأثمرت تلك الجهود عن ظهور آثار عالمية ونجحت في تحقيق بيان الإسلام للناس: