والحقيقة أنه ما من مكان في الأرض يستطيع تحقيق ما يحققه المسجد من توحيد في الكلمة والجهود والقضاء على العصبيات إذا وجد من يحسن الاستفادة منه من الناحية الإعلامية (?).
3 - بيعة الرضوان:
قال تعالى: {لَقَدْ رَضِيَ اللهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا} [الفتح: 18].
خرج رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مع بعض أصحابه وكانوا نحوا من ألف وخمسمائة من المدينة قاصدين بيت الله الحرام للزيارة, وكان هذا بعد غزوة الأحزاب بعام «فلما اقتربوا من مكة وجدوا قريشا تستعد لقتالهم، فبعث إليهم الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عثمان بن عفان يقترح عليهم عقد صلح بين الفريقين وسرت شائعة بأن عثمان قد قتل» (?).
فلجأ الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إلى أسلوب إعلامي يشعر القرشيين بقوة المسلمين وأنهم على استعداد لقتالهم والانتصار عليهم فجمع أصحابه ودعاهم إلى المبايعة «فبايعوه تحت شجرة على قتال المشركين وأن لا يفروا حتى يموتوا» فلما علمت قريش بهذه البيعة وأن المسلمين عازمون على الدخول في الحرب معهم دخل الرعب في قلوبهم, واضطروا في الدخول في المفاوضات السلمية التي كانت الهدف الأساسي للرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - من استخدام هذا الأسلوب. وكانت قريش ترفض هذه المفاوضات فعقد معهم «هدنة الحديبية» التي اعتبرها الله -تعالى- فتحا للمؤمنين وامتن بها على رسوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بقوله: {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُّبِينًا} [الفتح: 1].
4 - البعثات النبوية:
قال تعالى: {تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا} [الفرقان: 1].